كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{والآخرة} صالح وقال أبو عمرو كاف للابتداء بالنفي مع اتحاد المقصود.
{من ناصرين} تام ومثله معرضون.
{معدودات} صالح لأنَّ الواو بعده تصلح للعطف وللحال أي وقد غرهم أو قالوا مغرورين.
{يفترون} كاف.
{لا ريب فيه} جائز وقال نافع تام وخولف في هذا لأنَّ ما بعده معطوف على الجملة قبله فهو من عطف الجمل.
{لا يظلمون} تام.
{من تشاء} جائز في المواضع الأربعة وقد نص بعضهم على الأول منها والأخير والوجه أنها شيء واحد.
{بيدك الخير} كاف.
{قدير} تام.
{في النهار} جائز وقال يحيى بن نصير النحوي لا يوقف على أحد المتقابلين حتى يؤتى بالثاني ومثله من الميت ومن الحي.
{بغير حساب} تام.
{من دون المؤمنين} تام للابتداء بالشرط.
{فليس من الله في شيء} قال أبو حاتم السجستاني كاف ووافقه أبو بكر بن الأنباري ولم يمعن النظر وأظنه قلدوكان حامل على أبي حاتم ويسلك معه ميدان التعصب تغمدنا الله وإياهم برحمته ولعل وجه هذا الوقف أنه رأى الجملة مركبة من الشرط والجزاء وهو قوله ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء استأنف بعده الأعلى معنى إلاَّ أن يكون الخوف يحمله عليه فعلى هذا التأويل يسوغ الوقف على شيء وأجاز الابتداء بإلاَّ هنا وفيه ضعف لأنَّ إلاَّ حرف استدراك يستدرك بها الإثبات بعد النسفي أو النفي بعد الإثبات فهي متعلقة بما قبلها في جميع الأحوال مع أنَّ أبا حاتم في باب الوقف والابتداء هو الإمام المقتدي به في هذا الفن ووافقه الكواشي وقال إلاَّ أن يجعل حرف الاستثناء بمعنى اللهم والله أعلم بكتابه وفصل أبو العلاء الهمداني حيث قال من العلما من قال إذا كان بعد الاستثناء كلام تام جاز الابتداء بإلاَّ إذا لم يتغير معنى ما قبلها نحو أسفل سافلين وقوله فبشرهم بعذاب أليم إلاَّ الذين آمنوا وكقوله ويلعنهم اللاعنون إلاَّ الذين تابوا وأما لو تغير بالوقف معنى ما قبله نحو فلبث فيهم ألف سنة إلاَّ خمسين عامًا وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلاَّ بالحق ونحو فشربوا منه إلاَّ قليلًا منهم فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلاَّ إبليس فلا يبتدأ بإلاَّ وأما إذا لم يكن بعد إلاَّ كلام تام بل كان متعلقًا بما قبله فلا يوقف دونه وقال ابن مقسم إذا كان الاستثناء متصلًا فالوقف على ما بعدها أحسن نحو تولوا إلاَّ قليلًا منهم فشربوا منه إلاَّ قليلًا منهم فلبث فيهم ألف سنة إلاَّ خمسين عامًا إلاَّ أن يكون الاستثناء بعد الآية فيوقف على ما قبل إلاَّ لتمام الآية وعلى ما بعدها لتمام الكلام نحو لأغوينهم أجمعين إلاَّ عبادك إذ نجيناه وأهله أجمعين إلاَّ عجوزًا وإن كان منقطعًا عما قبله فالوقف على ما قبل إلاَّ أجود وعلى ما بعدها حسن ثم ما كان منه رأس آية ازداد حسنًا في الوقف فمن المنقطع قبل تمام الآية قوله لئلاَّ يكون للناس عليكم حجة هنا الوقف ثم يبتدأ إلاَّ الذين ظلموا وكذلك لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلاَّ من ظلم لا يسمعون فيها لغوًا إلاَّ سلامًا لا يذوقون فيها الموت إلاَّ الموتة الأولى والتام في ذلك كله آخر الآية وأما المنقطع بعد تمام الآية فقوله إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين إلاَّ آل لوط إنَّا لمنجوهم أجمعين إلاَّ امرأته قدرنا عذاب واصب إلاَّ من خطف الخطفة بردًا ولا شرابًا إلاَّ حميمًا أسفل سافلين إلاَّ الذين آمنوا فإنَّ اللفظ لفظ الاستثناء والتقدير الرجوع من إخبار إلى إخبار ومن معنى إلى معنى وللعلماء في ذلك اختلاف كبير يطول شرحه وحاصله أنَّ الاستثناء إن كان يتعلق بالمستثنى منه لم يوقف قبل الأوان كان بمعنى لكن وإن ما بعده ليس من جنس ما قبله نحو لا يعلمون الكتاب إلاَّ أمانيّ إلاَّ ابتغاء وجه ربه الأعلى إلا على اتباع الظن إذ لم يستثن الظن من العلم لأنَّ اتباع الظن ليس بعلم المعنى لكنهم يتبعون الظن والنحويون يجعلون هذا الاستثناء منقطعًا إذ لم يصح دخول ما بعد إلاَّ فيما قبلها ألا ترى أنَّ الأماني ليست من الكتاب وتكون إلاَّ بمعنى الواو عند قوم نحو قوله إلاَّ الذين ظلموا منهم وكقوله إلاَّ من ظلم ثم بدل حسنًا ونحو قوله وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنًا إلاَّ خطأً قال أبو عبيدة بن المثنى إلاَّ بمعنى الواو لأنه لا يجوز للمؤمن قتل المؤمن عمدًا ولا خطأً ومن الاستثناء ما يشبه المنقطع كقوله وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلاَّ في كتاب مبين فقوله إلاَّ في كتاب منقطع عما قبله إذ لو كان متصلًا لكان بعد النفي تحقيقًا وإذا كان كذلك وجب أن يعزب عن الله تعالى مثقال ذرة وأصغر وأكبر منها إلاَّ في الحال التي استثناها وهو قوله إلاَّ في كتاب مبين وهذا لا يجوز أصلًا بل الصحيح الابتداء بإلا على تقدير الواو أي وهو أيضا في كتاب مبين ونحو ذلك قوله وما تسقط من ورقة إلاَّ يعلمها إلى قوله في كتاب مبين ومعنى فليس من الله في شيء أي ليس من توفيق الله وكرامته في شيء أو ليس فيه لله حاجة أي لا يصلح لطاعته ولا لنصرة دينه وقال الزجاج معناه من يتول غير المؤمنين فالله بريء منه.
{تقاة} حسن وقال أبو عمرو كاف.
{نفسه} كاف.
{المصير} تام.
{يعلمه الله} كاف لاستئناف ما بعده وليس معطوفًا على جواب الشرط لأنَّ عمله تعالى بما في السموات وما في الأرض غير متوقف على شرط ومثله وما في الأرض.
{قدير} كاف إن نصب يوم باذكر مقدرًا مفعولًا به وليس بوقف إن نصب بيحذركم الأولى وكذا إن نصب بالمصير للفصل بين المصدر ومعموله كأنه قال تصيرون إليه يوم تجد كل ومن حيث كونه رأس آية يجوز ويضعف نصبه بقدير لأنَّ قدرته تعالى على كل شيء لا تختص بيوم دون يوم بل هو متصف بالقدرة دائمًا ويضعف نصبه بتودّ أي تودّ يوم القيامة حين تجد كل نفس خيرها وشرها تتمنى بعد ما بينها وبين ذلك اليوم وهوله.
{من خير محضرًا} تام إن جعلت ما مبتدأ وخبرها تود ومن جعلها شرطية وجوابها تود لم يصب ولم يقرأ أحد إلاَّ بالرفع ولو كانت شرطية لجزم تود ولو قيل يمكن أن يقدر محذوف أي فهي تود أو نوى بالمرفوع التقديم ويكون دليلًا للجواب لا نفس الجواب لكان في ذلك تقديم المضمر على ظاهره في غير الأبواب المستثناة وذلك لا يجوز قراءة عبد الله من سوء ودت تؤيد كون ما شرطية مفعولة بعملت وفي الكلام حذف تقديره تسر به ومن سوء محضرًا حذف تسر من الأول ومحضرًا من الثاني والمعنى وتجد ما عملت من سوء محضرًا تكرهه وليس بوقف إن عطف وما عملت من سوء على ما عملت من خير.
{أمدًا بعيدًا} حسن وكرر التحذير تفخيمًا وتوكيدًا كما في قوله:
لا أرى الموت يسبق الموت شيء ** نغص الموت ذا الغنى والفقيرا

{نفسه} كاف.
{بالعباد} تام.
{يحببكم الله} ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله.
{ذنوبكم} كاف.
{رحيم} تام.
{والرسول} حسن للابتداء بالشرط مع الفاء.
{فإن تولوا} ليس بوقف لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد.
{الكافرين} تام.
{العالمين} جائز من حيث كونه رأس آية وليس بمنصوص عليه لأنَّ ذرية حال من اصطفى أي اصطفاهم حال كونهم ذرية بعضها من بعض أو بدل من آدم وما عطف عليه على قول من يطلق الذرية على الآباء والأبناء فلا يفصل بين الحال وذيها ولا بين البدل والمبدل منه فإن نصبت ذرية على المدح كان الوقف على العالمين كافيًا.
{من بعض} كاف.
{عليم} تام على قول أبي عبيدة معمر بن المثنى إن إذ زائدة لا موضع لها من الإعراب والتقدير عنده قالت امرأة عمران رب إني نذرت على أنه مستأنف وهذا وهم من أبي عبيدة وذلك أنَّ إذ اسم من أسماء الزمان فلا يجوز أن يلغى لأنَّ اللغو إنَّما يكون في الحروف وموضع إذ نصب بإضمار فعل أي اذكر لهم وقت إذ قالت قاله المبرد والأخفش فهي مفعول به لا ظرف وقال الزجاج الناصب له اصطفى مقدرًا مدلولًا عليه باصطفى الأول أي اصطفى آل عمران إذ قالت فعلى هذين الوجهين لا يوقف على عليم لتعلق ما بعده بما قبله أي سمع دعاءها ورجاءها فإذ متعلقة بالوصفين معًا.
{محررًا} جائز وهو حال من الموصول وهو ما في بطني والعامل فيها نذرت ولا يستحسن لتعلق الفاء بما قبلها.
{فتقبل مني} تام عند نافع للابتداء بإن.
{العليم} كاف ومثله أنثى لمن قرأ وضعت بسكون التاء لأنه يكون إخبارًا من الله عن أم مريم وما بعده من كلام الله فهو منفصل من كلام مريم ومستأنف وبها قرأ أبو جعفر ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وليس بوقف لمن قرأ بضم التاء وهو ابن عامر وأبو بكر عن عاصم وعليه فلا يوقف على أنثى الأول والثاني لأنهما من كلامها فلا يفصل بينهما فكأنها قالت اعتذارًا إنَّي وضعتها وأنت يا رب أعلم بما وضعت.
{بما وضعت} جائز على قراءة سكون التاء وليس بوقف لمن ضمها.
{كالأنثى} جائز إن جعل من كلام الله وليس بوقف إن جعل ما قبله من كلام أم مريم ولا وقف من وإنِّي سميتها مريم إلى الرجيم فلا يوقف على مريم سواء قرئ وضعت بسكون التاء أو بكسرها على خطاب الله لها لأنَّه معطوف على إنِّي وضعتها وما بينهما معترض بين المعطوف والمعطوف عليه مثل وإنَّه لقسم لو تعلمون عظيم اعترض بجملة لو تعلمون بين المنعوت الذي هو القسم وبين نعته الذي هو عظيم وهنا بجملتين الأولى والله أعلم بما وضعت والثانية وليس الذكر كالأنثى قرأ نافع وإني بفتح ياء المتكلم التي قبل الهمزة المضمومة وكذلك كل ياء وقع بعدها همزة مضمومة إلاَّ في موضعين فإنَّ الياء تسكن فيهما بعهدي أوف آتوني أفرغ.
{الرجيم} كاف وقيل تام.
{نباتًا حسنًا} حسن عند من خفف وكفلها لأنَّ الكلام منقطع عن الأول بتبدل فاعله فإنَّ فاعل المخفف زكريا وفاعل المشدد ضمير اسم الرب عز وجل أي وكفلها الله زكريا وليس بوقف لمن شدد لأنَّ الفعلين معًا لله تعالى أي أنبتها الله نباتًا حسنًا وكفلها الله زكريا وبها قرأ حمزة والكسائي وعاصم وقصر زكريا غير عاصم فإنه قرأ بالمدفن مدّ أظهر النصب ومن قصر كان في محل النصب وخفف الباقون ومدّوا زكريا مرفوعًا أي ضمها زكريا إلى نفسه ومن حيث أنه عطف جملة على جملة يجوز عند بعضهم.
{وكفلها زكريا} جائز على القراءتين ومثله رزقًا وكذا هذا منصوص عليهما.
{من عند الله} كاف إن جعل ما بعده من كلام الله وجائز إن جعل من الحكاية عن مريم أنَّها قالت إن الله يرزق من يشاء بغير حساب والأولى وصله بما بعده.
{بغير حساب} تام وقيل كاف لأنَّ ما بعده متعلق به من جهة المعنى روى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لما رأى زكريا عليه السلام فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء قال إنَّ الذي يفعل هذا قادر على أن يرزقني ولدًا فعند ذلك دعا زكريا ربه.
{طيبة} حسن للابتداء بإن.
{الدعاء} تام.
{المحراب} حسن على قراءة من كسر همزة إن على إضمار القول أي قالت إنَّ الله وقد جاء إضمار القول كثيرًا من ذلك قوله والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم أي يقولون سلام عليكم فإن تعلقت إن المكسورة بفعل مضمر ولم تتعلق بما قبلها من الكلام حسن الابتداء بها والوقف على ما قبلها وليس بوقف لمن فتحها لأنَّ التقدير بأن الله فحذف الجار ووصل الفعل إلى ما بعده فهو منصوب المحل بقوله فنادته لأنَّه فعل يتعدى إلى مفعولين أحدهما الهاء والثاني أنَّ الله وأما من أقام النداء مقام القول فلا يقف على المحراب وكذا على قراءة من قرأ أنَّ الله بفتح الهمزة على تقدير بأنَّ الله أي بهذا اللفظ لتعلق ما بعد المحراب بما قبله انظر النكزاوي.
{الصالحين} كاف وقيل تام.
{عاقر} حسن ووقف بعضهم على كذلك على أن الإشارة بكذلك إلى حال زكريا وحال امرأته كأنه قال رب على أيّ وجه يكون لنا غلام ونحن بحال كذا فقال له كما أنتما يكون لكما الغلام والكلام تم في قوله كذلك وقوله الله يفعل ما يشاء جملة مبينة مقررة في النفس وقوع هذا الأمر المستغرب وعلى هذا يكون كذلك متعلقًا بمحذوف والله يفعل ما يشاء جملة منعقدة من مبتدأ وخبر وليس بوقف إن جعلت الكاف في محل نصب حال من ضمير ذلك أي يفعله حال كونه مثل ذلك أو جعلت في محل رفع خبر مقدم والجلالة مبتدأ مؤخر. اهـ. سمين.
{ما يشاء} تام وهو رأس آية.
{اجعل لي آية} حسن ومثله رمزًا وقيل تام للابتداء بالأمر.
{والإبكار} تام على أنَّ إذ منصوبة المحل بمضمر تقديره واذكر وحسن إن جعل ما بعده معطوفًا على ما قبله من عطف الجمل.
{العالمين} تام للابتداء بالنداء.
{الراكعين} حسن.
{نوحيه إليك} كاف عند أبي حاتم ومثله يكفل مريم ويختصمون.
{بكلمة منه} جائز ويبتديء اسمه المسيح بكسر الهمزة ومثله عيسى ابن مريم إن جعل عيسى خبر مبتدأ محذوف أي هو عيسى وليس بوقف إن جعل اسمه المجموع من قوله المسيح عيسى ابن مريم كما في الكشاف أو جعل عيسى بدلًا من المسيح أو عطف بيان وابن مريم صفة لعيسى.
{والآخرة} جائز ومثله المقربين عند من جعل ويكلم مستأنفًا على الخبر والأوجه إنَّ وجيهًا ومن المقربين ويكلم من الصالحين هذه الأربعة أحوال انتصبت عن قوله بكلمة والمعنى إنَّ الله يبشرك بهذه الكلمة موصوفة بهذه الصفات الجميلة ولا يجوز أن تكون من المسيح ولا من عيسى ولا من ابن مريم ولا من الهاء في اسمه انظر تعليل ذلك في المطولات فلا يوقف على كهلًا لأنَّ ومن الصالحين معطوف على وجهين أي وجيهًا ومقربًا وصالحًا أو يبشرك بعيسى في حال وجاهته وكهولته وتقريبه وصلاحه.
{الصالحين} تام.
{بشر} كاف ومثله ما يشاء.
{كن} جائز.